EDF

الانتعاش الاقتصادي في الموصل: جبس البطاطا

أسّست كلثوم معمل المقداد لجبس البطاطا عام 1993. وعلى مدى أكثر من عشر سنوات، كان المصنع الذي يعمل فيه 30 عاملاً ينتج ويوزّع أكياس جبس البطاطا في جميع أنحاء العراق

بعد القلاقل التي سادت العراق عام 2004، ساءت الأوضاع الأمنية في الموصل وتلقت كلثوم تهديدات أجبرتها على إغلاق المعمل والتوجه إلى الأردن طالبة للّجوء

تحسّن الأمن عام 2010، فكان أن طلبت كلثوم من ابن عمها (جاسم) إعادة فتح المعمل واستئناف العمل فيه. فقام جاسم، البالغ من العمر 39 عاماً، وهو أب لخمسة أطفال، بإعادة تشغيل المعمل وتوسيع قوتّه العاملة تدريجياً إلى 15 عاملاً. وعندما هاجم داعش الموصل عام 2014، كان جاسم يخطط لشراء آلات ومكائن إضافية تزيد من قدرة الإنتاج؛ لكن تصدير المنتجات إلى المحافظات الأخرى توقف وفقدت السوق المحلية جزءاً من قوتّها

تسبّب الصراع مع داعش في الموصل بخسائر فادحة تمثلت في أضرار جسمية ونفسية كبيرة. قال جاسم: "أحاول تفادي الذكريات المريرة، رغم أن تأثيرها لن يكون قصير الأمد"

توقف إنتاج معمل المقداد، وسُرِقَت معظم آلاته ومكائنه خلال النزاع

وبعد استعادة الموصل في تموز 2017، أعاد جاسم فتح المصنع ثانية واشترى المعدّات اللازمة وقام بتشغيل أربعة عمال لاستئناف عمله مرة أخرى. وبعد ذلك بفترة وجيزة، علم جاسم بصندوق تنمية المشاريع التابع للمنظمة الدولية للهجرة (EDF) الساعي إلى تأهيل المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المناطق المحررة لتشجيع العائدين؛ فما كان من جاسم إلاّ أن يتقدم بطلب لإعادة تأهيل معمله، ولاقى طلبه القبول
"لقد جاءت المنحة في الوقت المناسب"قال جاسم، المالك الحالي لمعمل المقداد. "فجهزّت المصنع بآلات ومكائن جديدة ووسعّت من نطاق عملي، ولدي الآن 20 عاملاً"

يأمل جاسم في أن يرى المزيد من الأعمال والمشاريع المستفيدة من صندوق تنمية المشاريع الرامي إلى تعزيز القطاع الخاص. وبعد حصوله على المنحة، يشغّل جاسم حالياً عمال غير مهرة - مثل عمران ومروان - ويزودهم بالتدريب اللازم لتمكينهم من نيل فرص عمل أفضل في المستقبل

التقى عمران ومروان، البالغين من العمر 19 عاماً، في معسكر القيارة للنازحين وأصبحا صديقين حميمين

قال عمران: "الكثير من النازحين لم يتحملوا البقاء في المخيم، فانتقلوا إلى مساكن مستأجرة، وصاروا ينفقون مدخراتهم على دفع الأجرة. "لم يكن لدينا المال، ولم يكن لدينا مكان أيضاً خارج المخيم، لنذهب إليه"
وقال مروان: "أنا وأشقائي كنّا طلاباً، وكان والدي نفق ما يكسبه على نفقاتنا اليومية"

لكن عمل عمران ومروان في معمل المقداد سمح لعوائلهم بالعودة إلى الموصل

عبد اللطيف، شاب نازح آخر وجد عملاً في معمل المقداد لجبس البطاطا. كان قد نزح مع أحد عشر شخصاً من أقربائه، واستقروا جميعاً في مخيم مطار القيارة. وعبد اللطيف هو المعيل الوحيد لعائلته بعد مرض والده وإصابة شقيقه بإعاقة

"قبل أن أبدأ العمل، كنت أشعر كأني أحمل العالم بأسره على ظهري، وكنت أصاب بنوبات من الهلع كل يوم". "الحياة باهظة الثمن"
"لكني الآن أنا متفائل. فأجري جيد، وأشعر بالفخر لأنني أعمل. وأنا ممتّن لهذه الفرصة التي أتتني في ظل هذه الظروف الصعبة"

من خلال الاستثمار في القطاع الخاص وتعزيز الطاقة الإنتاجية المحلية، تدعم المنظمة الدولية للهجرة في العراق القطاعات المستهدفة التي لها تأثير كبير على الانتعاش الاقتصادي وخلق فرص العمل

من خلال صندوق تنمية المشاريع EDF، تدعم المنظمة الدولية للهجرة في العراق غرفة التجارة ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية في سعيهما لمساعدة المشاريع على الامتثال لقوانين العمل العراقية ومعايير العمل ذات الصلة بالقطاع

معمل المقداد لجبس البطاطا، مدعوم من قبل صندوق تنمية المشاريع وهو مبادرة ممولّة من قبل البنك الألماني للتنمية KfW - The German Development Bank

أحدث القصص

أرسل لنا ملاحظاتك