يقف غسّان محمد، البالغ من العمر 45 عاماً، في الشارع الواقع خارج ورشة عليّ الثويني للنجارة وهو يُطلي قطعاً خشبية مقطوعة بعناية بزيت عباد الشمس. وتتطاير نشارة الخشب من أبواب المتجر المفتوحة، وتسقط بهدوء على أسفلت الطريق. بعد أحد عشر عاماً من العمل في هذه الورشة، اكتسب غسّان مهنة جيدة، تعينه على توفير معيشة كريمة لزوجته وأطفاله الستّة.
أسّس علي حمدي توفيق شركة عليّ الثويني للنجارة بعد عمله نجاراً لمدة عشرين عاماً. بدأ عليّ بمفرده مع ماكنة واحدة. وبعد سنوات من العمل وظّف لديه ستة عمّال وأثبت جدارته في السوق.
وبعد أكثر من عقد من الزمان من صنع نفس أنواع الأثاث، أصبح عليّ يتطلع إلى تطوير عمله والبحث عن سبيل لتحقيق ذلك الأعمال. وجاءت فرصة التغيير عندما حصل على منحة مالية قدرها 25.000 دولاراً من صندوق تطوير المشاريع في عام 2021
يقول عليّ: "قبل المنحة، كنت قد فقدت الإلهام لوَضع تصاميم جديدة، فقد كانت وسائلي محدودة وكنت مقيداً بالأدوات المتوفرة لدّي. أما اليوم وبعد وصول مكائني الجديدة، فأشعر أنني ولدت من جديد". "لقد تولّدت لدّي أفكار تصاميم جديدة وقمت بمشاركتها مع المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ ومنذ ذلك الحين أصبح لديّ الكثير من العمل". يضيف عليّ.
يتمثل أحد تصاميم عليّ الأخيرة في كاونترات المطابخ، وهو تصميم جديد أصبح مطلوباً من الأهالي. ولتلبية الطلبات المتزايدة، يستورد عليّ الثويني للنجارة المواد الخام من كركوك وأربيل، الأمر الذي أدى إلى ازدهار المصانع العراقية الأخرى التي توفر المواد والخدمات التي يحتاجها النجّارون
يعمل مُضَر نصرت البالغ من العمر 23 عاماً، في شركة عليّ الثويني للنجارة منذ عامين، تحوّل خلالهما من عامل غير ماهر إلى نجّار بارع، يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لمنتجات الشركة، ومنها فيسبوك وانستكرام. وقد ساهم حصل حساب الشركة على انستاكرام @carpentrytikrit على 3.000 متابع حتى الآن.