في عام 2018، اتخذ مَيثم سعد قراراً ذي أوجه عدة. فهو من جهة، أراد أن يذكّر الناس بمكانة العراق عالمياً في إنتاج وتجارة التمور العالمية، كون العراق ينتج أكثر من 600 نوع من التمور. ومن جهة أخرى أراد أن يؤسس مقهىً يجمع بين ثقافة المطاعم العراقية والمطاعم الفخمة التي اطلع عليها خارج العراق.

يقول مَيثم إنه هدف إلى تغيير نظرة العراقيين إلى التمور، باعتبارها مادة أساسية متأصلة في الثقافة العراقية.

"وجدنا أن السوق بحاجة إلى إنتاج التمور بطريقة مختلفة" يضيف ميثم. "في الماضي، إذا أراد شخص ما شراء نوع من التمور كهدية تذكارية، لم يكن لدينا ما نقدّمه". لذلك عمل ميثم أشهراً عديدة على تصميم عبوات تليق بأهمية التمور في العراق. وقام بتطوير وبيع منتجاته على نطاق صغير في البداية، لكن عمله ازدهر مع مرور الوقت، وخلق فرص عمل عديدة.

كان مصطفى، 37 عاماً، يعمل بأجر قليل في إزالة الألغام في البصرة، قبل أن يعمل في مقهى برحيّة. يصف مصطفى عمله آنذاك بأنه لا يقارن مقارنة بعمله الحالي في مقهى برحية. بدأ مصطفى العمل في توصيل الطلبات، ثم صار محاسباً، ثمّ مديراً؛ لكن شغفه الحقيقي تحقق عندما عمل في صنع القهوة.

"إنه أمر لا يصدّق" يقول مصطفى عن عمله كصانع قهوة. "هذا العمل يغمرني بالسعادة والرضا. العديد من زبائن المقهى أصبحوا أصدقائي" يضيف مصطفى. ويقول أيضاً أنه يستخدم التمور لإضافة نكهة فريدة إلى القهوة.

في عام 2021، حصل مقهى برحيّة على منحة أولية بقيمة 30.000 دولار من صندوق تطوير المشاريع، تمكّن ميثم بفضلها من شراء عجانات إضافية، وفرن جديد، ومعدات أخرى للمطبخ، كما ارتفعت نسبة الإنتاج بحوالي 30-40 ٪. ومن شأن المنحة الثانية التي سيحصل عليها في الأشهر المقبلة، أن تخلق ثلاث وظائف جديدة.

يقول ميثم إن لا حدود لطموحه. فهو ينوي أن يفتح فرعاً لمقهى برحية في أربيل، ويخطط لفتح فروع أخرى في دُبَي وطوكيو ونيويورك، لتعريف العالم بالتمور العراقية.

أحدث القصص

أرسل لنا ملاحظاتك