أفران وحلويات صلاح الدين

يعمل عبد الله سعد، البالغ من العمر 45 عاماً، في فرن وحلويات صلاح الدين منذ 11 عاماً. شاهد عبد الله المحل يكبر شيئاً فشيئاً بنوافذ عرضه الجميلة، والكعكات المزيّنة بتصاميم رائعة، وعماله الجدد.

رأى عبد الله شباباً يأتون إلى المخبز بحثاً عن عمل. وبمرور الوقت، أصبحوا خبازين متمرسين وصانعي كعك وعمال. وشاهد عبد الله الأطفال في تكريت يرافقون آباءهم إلى الفرن ويكبرون عاماً بعد عام. ورأى الناس يتزوجون، ويعودون لاحقاً إلى الفرن لشراء كعكة للاحتفال بالذكرى السنوية للزواج، أو بالمولود الجديد. يقول عبد الله مبتهجاً: "عملي هنا يجعلني أرى الناس وهم في أفضل حالاتهم".

إضافة إلى استمتاعه بعمله، يلعب استقرار عمل عبد الله دوراً مهماً في توفير المعيشة لعائلته وفي تعافيها من آثار النزوح. إذ كان كل شيء قد تغير في 10/6/2014، عندما غزا تنظيم داعش تكريت. وأغلق الفرن أبوابه آنذاك، حاله حال معظم المشاريع والأعمال. وبدافع الحرص والخوف على أسرته، اضطر عبد الله إلى الفرار إلى كركوك مع زوجته وأطفاله الأربعة. وكان عبد الله وزوجته قلقين جداً على ابنيهما الصغيرين، خشية أن يقوم تنظيم داعش بتجنيدهما قسراً.

عاشت أسرة عبد الله حالة من الضياع لمدة سنة. اضطروا الى المبيت في سيارتهم أحياناً، وأحياناً أخرى سَكنوا في غرفة تخزين صغيرة تبرعت بها إحدى العوائل داخل منزلها. وبعد تحرير المدينة من داعش، عاد عبد الله إلى تكريت ليجد منزله قد تعرّض للنهب والسلب. "كان الأمر أشبه بالبدء من جديد" يقول عبد الله. ولكن لحسن حظّه، فتح الفرن أبوابه من جديد وعاد عبد الله إلى عمله فيه.

في عام 2019، تلقى الفرن منحة قدرها 27.500 دولاراً من صندوق تطوير المشاريع، مكّنته من توسيع مساحة العرض وإضافة خط جديد لصناعة الكعك؛ وأضاف الفرن سبعة عمال جدد إلى عماله السابقين، ليصبح المجموع 24 عاملاً.

عادت الحياة إلى الفرن الذي يعّج بالزبائن؛ والعمال كخليّة نحل بينما يعّد الشيف الكعك المزّين في المطبخ الكائن بالطابق العلوّي، حيث يتزاحم الشباب على نقل المواد إلى المطبخ وحبّات الدقيق والسكّر تتطاير في الهواء.

بصفته أحد أكثر أقدم العاملين في الفرن، يعمل عبد الله عن كثب مع صاحب الفرن، أحمد يوسف طالب، إضافة إلى تدريبه للعمال الجُدد القادمين من أسَر فقيرة ومنخفضة الدخل. يقول أحمد، صاحب الفرن، واصفاً ازدهار عمله: "لا أريد الفائدة لنفسي فقط. بل أريد أن أرى جميع العاملين لدّي وعائلاتهم يزدهرون أيضاً".

“I don’t only want the benefit for myself,” Ahmed said of his business’s continual growth. “I want to see all my employees and their families grow and prosper.”

أحدث القصص

أرسل لنا ملاحظاتك