صندوق تطوير المشاريع للنساء

مطبخ شناشيل – البصرة

تقود عواطف عبد الرزاق، البالغة من العمر 42 عاماً، فريقها في مطبخ شناشيل بحماس وطاقة مدرّب كرة القدم. فعندما تحترق قطعة الزبدة، أو لا تنتفخ الكعكة كما يجب،

تهرع عواطف إلى المطبخ مستعينة بالمهارات التي تعلمتها من سنوات خبرتها. وفيما عدا ذلك، تراها تغنّي وهي تتجول في المطبخ وعيناها على عمالها، كَي تتأكد من عملهم على الوجه الأمثل في تزيين الكعك، وصنع الحلويات.

"إليَّ ببعض الفانيليا" تصرخ عواطف بنبرة حادة، ملوّحة بيدها في الهواء. يسرع أحد العمّال بإحضار الفانيليا، فتعاينها عواطف بنظرة فاحصة، ثم تضيفها إلى خلطة الكعك.

إضافة إلى دورها القيادي في المطبخ، تقوم عواطف بتدريب عمالها ليصبحوا أفضل. "أنا لا أعمل وحدي. نحن فريق ونعمل سويّة" تقول عواطف وتضيف: " أنا أحبهم، فنحن أصدقاء؛ وعلاقتنا أسمى من مجرد علاقة رئيس بمرؤوسيه".

بدأ مطبخ شناشيل بعاملَين اثنين فقط ضمن مساحة صغيرة، ثمّ توسّع وأصبح عدد العاملين فيه ستة. و

بعد حصوله على منحة صندوق تنمية المشاريع البالغة 30000 دولار، أضاف ستة عمال آخرين. تقول عواطف: "كل ما تراه في هذا المطبخ، هو بفضل منحة المنظمة الدولية للهجرة، فقبلها لم يكن المكان سوى فرنٍ صغير".

زهراء عبد الكريم، البالغة من العمر 19 عاماً، إحدى العاملات في المطبخ. بدأت العمل فيه قبل ثلاثة أشهر كجزء من فرص التوظيف الجديدة التي تتيحها المنحة.

تقول زهراء: "قصدتُ عواطفَ لأنني كنت بحاجة ماسّة إلى المال. أنا أكبر إخوتي، ووالداي عاطلان عن العمل، وأنا المعيل الوحيد لعائلتي". سرعان ما أعجِبَت زهرة بعواطف، وعن ذلك تقول: "أنا أحب العمل من أجل عواطف. لديها طاقة كبيرة". ظهرت عواطف فجأة وسمعت ما قالته زهرة، فأمسكت بيديها وعانقتها بحرارة. "وكل العاملات الأخريات يحببن العمل معكِ" قالت عواطف وهي تعانق زهراء.

في الطابق العلوي من المطبخ، بعض العاملات يحمّصن الفستق ويحوّلن السكّر إلى كراميل، فيما الأخريات منشغلات بإعداد الدجاج المشويّ والمحشيّ بالرزّ.  تنهض روعة عبد السلام من مكانها لترفع أغطية القدور وتقليب ما بداخلها.

بدأت روعة العمل في مطبخ شناشيل قبل تسعة أشهر، بعد انفصالها عن زوجها. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت المعيل الوحيد لأطفالها. هي اليوم رئيسة الطباخين في المطبخ. "عملي هنا غيّر حياتي. لقد أعانني على رعاية أطفالي، ولولاه لا أدري ما الذي كان سيحلّ بنا" تقول روعة.

تقول روعة أيضاً إنها وجدت استقلاليتها في هذا العمل. "أنا الآن أفضل بكثير مما كنت عليه قبل انفصالي عن زوجي. كان مسيطراً عليّ، لكنيّ أنا المسيطرة الآن. وأنا الآن سعيدة وأقوى" تضيف روعة.

قبل ثلاث سنوات، جاءت وديان جابر، 41 عاماً، إلى مطبخ شناشيل بحثاً عن عمل. حالها حال روعة، وجدت وديان نفسها أكثر انفتاحاً بعد انضمامها إلى فريق عواطف.

أصبحت وديان تعيل أسرتها المكونة من ستة أفراد بعد تعرّض زوجها إلى حادث سيارة أقعده عن العمل وأثّر على نفسيته فأصبح شخصاً غاضباً متقلب المزاج تجاه وديان وأبنائه.

تقول وديان: "صِرتُ أجد راحتي في العمل. وعواطف، حاضرة دائماً كلما احتجتُ للحديث مع شخص ما، أو إذا كنت بحاجة إلى مال".

أحدث القصص

أرسل لنا ملاحظاتك