إضافة إلى دراستها في الجامعة الأمريكية في السليمانية، عملت تارا محمد في وظيفتين أو ثلاث وظائف في وقت واحد. كانت تدخر المال لشراء سيارة، اعتقاداً منها أن السيارة ستمنحها استقلالية أكثر. وعندما حان الوقت لشراء السيارة، وجدت تارا نفسها أمام مفترق طرق؛ إذ كانت قد عاهدت نفسها ببدء مشروعها الخاص في غضون خمس سنوات بعد تخرجها في الجامعة، وها قد جاء ذلك اليوم.
في تموز من عام 2019، بدلاً من استخدام مدخراتها لشراء السيارة، قررت تارا استثمار 10.000 دولار في شركة ناشئة لتكنولوجيا المعلومات أطلقت عليها اسم بلاك أيس. "كنت أعرف أنني سأصبح رائدة أعمال" تقول تارا، البالغة من العمر الآن 27 عاماً، وهي جالسة خلف مكتبها الأنيق. "كل ما أعرفه، أن لديّ دائماً ما أقدمه".
في البداية، كان قلق أحبائها وشكوكهم المفرطة بشأن مشروعها، إضافة إلى طموحها في بدء مشروع جديد، يشكّلان ثقلاً كبيراً على تارا. لذلك قررت بالاتفاق مع شريكها نالي قادر عدم إخبار أحد بنواياهما. "إنها قائدة، لا مجرّد صاحبة مشروع" يقول نالي، واصفاً تارا وهو جالس خلف أكوام من الورق في مكتبه، بجوار مكتبها.
بحلول عام 2021، ازدهر عمل تارا بشكل لافت. "كأنه سِحر. الناس أصبحوا يعرفونني ويبحثون عني" تقول تارا واصفة نجاحها. فبعد عامين من تأسيسها لشركة بلاك أيس، حققت تارا ما يكفي من المال لشراء السيارة التي تخلت عنها قبل عامين؛ لكن عملها لساعات طوال لم يتح لها الفرصة للحصول على رخصة القيادة.
يعمل في بلاك أيس اليوم 10 عمال؛ ستة منهم بدأوا العمل بعد أن تلقت الشركة منحة بقيمة 23.100 دولار من صندوق تطوير المشاريع تم توزيعها خلال الفترة بين آذار وتشرين الثاني من عام 2021. يعمل فريق تارا بجّد، منهمكين في مراقبة شاشات حواسيبهم وفي إدخال الرموز الرياضية للتطبيقات الجديدة والمواقع الالكترونية. تقول تارا: "يا له من شعور رائع أن تحصل على الفرصة. قبل عامين كنت أعمل في وظيفة متواضعة؛ أما اليوم فقد خلقتُ تسع وظائف".
يشيد فريق تارا بقيادتها ومهاراتها كمبرمجة. عمل آرين محمد، البالغ من العمر 24 عاماً، كمطوّر برامج في بلاك أيس لمدة 18 شهراً. "لقد كان الأمر مذهلا" يقول آرين، ويضيف: "بالنسبة لي كشابّ، من المهم أن ننظر إلى تارا كنموذج يحتذى به".
تعمل فالان لقمان، 22 عاماً كمسؤولة مبيعات. حصلت فالان على فرصة العمل في شركة تارا منتصف عام 2021 كجزء من منحة صندوق تطوير المشاريع لأغراض التوسيع. تقول فالان: "منذ بدأت العمل هنا، تعلمت أشياء لم أكن لأتعلمها في أي مكان آخر". "أنا معجبة جداً بشخصية تارا ومهنيّتها وعقليّتها. إنها رائعة حقاً وتساعدنا في كل خطوة نتخذها". اليوم، تطمح تارا إلى مزيد من التوسع وفتح فرع لشركتها في بغداد.